وأخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي " عن جابر أن عبداً لحاطب بن أبي بلعتة جاء إلى رسول الله ﷺ ليشتكي حاطباً فقال : يا رسول الله ليدخلن حاطب النار، فقال رسول الله ﷺ :" كذبت لا يدخلها فإنه قد شهد بدراً والحديبية " ".
وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : اسم الذي أنزلت فيه ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ﴾ حاطب بن أبي بلتعة.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال :" ذكر لنا أن حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يحذرهم سيرورة رسول الله ﷺ زمن الحديبية، فأطلع الله نبيه على ذلك، فقال له نبي الله : ما حملك على الذي صنعت؟ قال : أما والله ما شككت في أمري، ولا ارتبت فيه، ولكن كان لي هناك مال وأهل، فأردت مصانعة قريش على أهلي ومالي، وذكر لنا أنه كان حليفاً لقريش، ولم يكن من أنفسهم، فأنزل الله القرآن وقال :﴿ إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء ﴾ إلى قوله :﴿ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك ﴾ قال : يقول فلا تأسوا في ذلك فإنها كانت موعدة وعدها إياه ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا يقول : لا تظهرهم علينا ففتنوا بذلك يرون أنهم إنما ظهروا لأنهم أولى بالحق منا ".
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله :﴿ لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ﴾ إلى قوله ﴿ بما تعملون بصير ﴾ قال : في مكاتبة حاطب بن أبي بلتعة ومن معه إلى كفار قريش يحذرونهم. وفي قوله ﴿ إلا قول إبراهيم لأبيه ﴾ قال : نهوا أن يتأسوا باستغفار إبراهيم لأبيه فيستغفروا للمشركين، وفي قوله :﴿ ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ﴾ قال : لا تعذبنا بأيديهم ولا تعذب من عبدك فيقولوا : لو كان هؤلاء على حق ما أصابهم هذا.