وقوله :﴿أَن تَبَرُّوهُمْ﴾ بدل من ﴿الذين لَمْ يقاتلوكم﴾ وكذلك ﴿أَن تَوَلَّوْهُمْ﴾ بدل من ﴿الذين قاتلوكم﴾ والمعنى : لا ينهاكم عن مبرة هؤلاء، وإنما ينهاكم عن تولي هؤلاء، وهذا رحمة لهم لشدتهم في العداوة، وقال أهل التأويل : هذه الآية تدل على جواز البر بين المشركين والمسلمين، وإن كانت الموالاة منقطعة، وقوله تعالى :﴿وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ﴾ قال ابن عباس يريد بالصلة وغيرها ﴿إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين﴾ يريد أهل البر والتواصل، وقال مقاتل : أن توفوا لهم بعهدهم وتعدلوا، ثم ذكر من الذين ينهاهم عن صلتهم فقال :﴿إِنَّمَا ينهاكم الله عَنِ الذين قاتلوكم فِى الدين...
أَن تَوَلَّوْهُمْ﴾
وفيه لطيفة : وهي أنه يؤكد قوله تعالى :﴿لاَّ ينهاكم الله عَنِ الذين لَمْ يقاتلوكم ﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٩ صـ ٢٦٣﴾


الصفحة التالية
Icon