﴿فانكحوا ما طاب لكم من النساء﴾ [ النساء : ٣ ] ﴿أو ما ملكت أيمانكم﴾ [ النساء : ٣ ] ﴿ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء﴾ [ النساء : ٢٢ ] ﴿والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم﴾ [ النساء : ٢٤ ] ﴿وأحل لكم ما وراء ذلكم﴾ [ النساء : ٢٤ ] ﴿فما استمتعتم به منهن﴾ [ النساء : ٢٤ ]، ﴿فما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات﴾ [ النساء : ٢٥ ] ﴿إلا على أزواجكم أو ما ملكت أيمانهم﴾ [ المؤمنون : ٦ ]، وكان قد ختم سبحانه هذه الآيات التي أدب بها في غزوة الفتح بما أبان به ما لا يخرج عن الصلح في عمرة الحديبية مما هو أقرب إلى الخير من البر والعدل، ونهى عن تولي الكفار، فكانت المصاهرة والمناكحة من أعظم التولي، وصل بذلك ما لا يخرج عنه ولا يحل بالعهد في أن من جاء من الكفار إلى النبي ـ ﷺ ـ رده إليهم وإن كان مسلماً، فقال مخاطباً لأدنى أسنان أهل الإيمان الذين يحتاجون إلى التفهيم، وأما من هو أعلى منهم فهو عالم بذلك مؤتمر به بما آتاه الله من الفهم وأنار به قلبه الشريف من فنون العلم ليكوفوا النبي ـ ﷺ ـ مقدمات البيعة منه لهن :﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ أي أقروا بالإيمان - وهو إيقاع الأمان من التكذيب - لمن يخبرهم ما ينبغي التصديق به بسبب تصديقهم بالله سبحانه وتعالى.


الصفحة التالية
Icon