وقال الآلوسى :
﴿ يَا أَيُّهَا الذين ءامَنُواْ ﴾
بيان لحكم من يظهر الإيمان بعد بيان حكم فريقي الكافرين ﴿ إِذَا جَاءكُمُ المؤمنات ﴾ أي بحسب الظاهر ﴿ مهاجرات ﴾ من بين الكفار، وقرىء ﴿ مهاجرات ﴾ بالرفع على البدل من ﴿ المؤمنات ﴾ فكأنه قيل : إذا جاءكم ﴿ مهاجرات ﴾ ﴿ فامتحنوهن ﴾ فاختبروهن بما يغلب.
على ظنكم موافقة قلوبهم لألسنتهن في الإيمان.
أخرج ابن المنذر.
والطبراني في الكبير.
وابن مردويه بسند حسن.
وجماعة عن ابن عباس أنه قال في كيفية امتحانهن : كانت المرأة إذا جاءت النبي ﷺ حلفها عمر رضي الله تعالى عنه بالله ما خرجت رغبة بأرض عن أرض.
وبالله ما خرجت من بغض زوج.
وبالله ما خرجت التماس دنيا.
وبالله ما خرجت إلا حباً لله ورسوله، وفي رواية عنه أيضاً كانت محنة النساء أن رسول الله ﷺ أمر عمر بن الخطاب فقال : قل لهن إن رسول الله عليه الصلاة والسلام بايعكن على أن لا تشركن بالله شيئاً الخ ﴿ الله أَعْلَمُ ﴾ من كل أحد أو منكم ﴿ بإيمانهن ﴾ فإنه سبحانه هو المطلع على ما في قلوبهن، والجملة اعتراض ﴿ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ ﴾ أي ظننتموهن ظناً قوياً يشبه العلم بعد الامتحان ﴿ مؤمنات ﴾ في نفس الأمر ﴿ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الكفار ﴾ أي إلى أزواجهن الكفرة لقوله تعالى :﴿ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ﴾ فإنه تعليل للنهي عن رجعهن إليهم، والجملة الأولى : لبيان الفرقة الثابتة وتحقق زوال النكاح الأول، والثانية : لبيان امتناع ما يستأنف ويستقبل من النكاح، ويشعر بذلك التعبير بالاسم في الأولى والفعل في الثانية.


الصفحة التالية
Icon