الوجه الثاني : في تفسير الآية أن المراد منها أن نفس القصاص سبب الحياة وذلك لأن سافك الدم إذا أقيد منه ارتدع من كان يهم بالقتل فلم يقتل، فكان القصاص نفسه سبباً للحياة من هذا الوجه، واعلم أن الوجه الذي ذكرناه غير مخص بالقصاص الذي هو القتل، يدخل فيه القصاص في الجوارح والشجاج وذلك لأنه إذا علم أنه إن جرح عدوه اقتص منه زجره ذلك عن الإقدام فيصير سبباً لبقائهما لأن المجروح لا يؤمن فيه الموت وكذلك الجارح إذا اقتص منه وأيضاً فالشجة والجراحة التي لا قود فيها داخلة تحت الآية لأن الجارح لا يأمن أن تؤدى جراحته إلى زهوق النفس فيلزم القود، فخوف القصاص حاصل في النفس.
الوجه الثالث : أن المراد من القصاص إيجاب التسوية فيكون المراد أن في إيجاب التسوية حياة لغير القاتل، لأنه لا يقتل غير القاتل بخلاف ما يفعله أهل الجاهلية وهو قول السدي.
والوجه الرابع : قرأ أبو الجوزاء ﴿وَلَكُمْ فِي القصاص حياة﴾ أي فيما قص عليكم من حكم القتل والقصاص وقيل :﴿القصاص﴾ القرآن، أي لكم في القرآن حياة للقلوب كقوله :﴿رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا﴾ [الشورى : ٥٢] ﴿ويحيى مَنْ حَىَّ عَن بَيّنَةٍ﴾ [الأنفال : ٤٢] والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب جـ ٥ صـ ٤٩﴾
فائدة
قال الفخر :


الصفحة التالية
Icon