وفى قراءة عبدالله: آمنوا، فلو قيل فى قراءتنا: أن تؤمنوا ؛ لأنه ترجمة للتجارة. وإذا فسرْت الاسم الماضى بفعل جاز فيه أن وطرحها ؛ تقول للرجل: هل لك فى خير تقوم بنا إلى المسجد فنصلى، وإن قلت: أن تقوم إلى المسجد كان صوابا. ومثله مما فسر ما قبله على وجهين قوله: ﴿فَلْيَنْظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾: أنَّا، وإنا، فمن قال: أنا ها هنا فهو الذى يدخل (أَنْ) فى يقوم، ومن قال: إنا فهو الذى يلقى (أنْ) من تقوم، ومثله: ﴿عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا﴾ و (إِنَّا).
﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾
وقوله: ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ...﴾.
جزمت فى قراءتنا فى هل. وفى قراءة عبدالله للأَمر الظاهر، لقوله: (آمِنوا)، وتأويل: هل أدلكم أمر أيضاً فى المعنى، كقولك للرجل: هل أنت ساكت؟ معناه: اسكت، والله أعلم.
﴿ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّن اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
وقوله: ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا...﴾.
فى موضع رفع ؛ أى: ولكم أخرى فى العاجل مع ثواب الآخرة، ثم قال: ﴿نَصْرٌ مِّن اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ﴾: مفسّر للأخرى، ولو كان نصرا من الله، لكان صوابا، ولو قيل: وآخر تحبونه يريد: الفتح، والنصر ـ كان صوابا.
﴿ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنَّصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ ﴾
وقوله: ﴿كُونُواْ أَنصَارَ اللَّهِ...﴾.


الصفحة التالية
Icon