ولما كان الاصطفاف يصدق مع التقدم والتأخر اليسير نفى ذلك بقوله حالاً بعد حال :﴿كأنهم﴾ أي من شدة التراص والمساواة بالصدور والمناكب والثبات في المراكز ﴿بنيان﴾ وزاد في التأكيد بقوله :﴿مرصوص﴾ أي عظيم الاتصال شديد الاستحكام كأنما رص بالرصاص فلا فرجة فيه ولا خلل، فإن من كان هكذا كان جديراً بأن لا يخالف شيء من أفعاله شيئاً من أقواله، فالرص إشارة إلى اتحاد القلوب والنيات في موالاة الله ومعاداة من عاداه المنتج لتسوية الصفوف في الصلاة التي هي محاربة الشيطان، والحرب التي هي مقارعة حزبه أولى الطغيان، والأفعال التي هي ثمرات الأبدان. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٧ صـ ٥٧٠ ـ ٥٧٣﴾