ويدخل هذا في قوله تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) الآية ١٢٤ من سورة طه في ج ١.
ومما يؤسف أن أكثر أهل هذا الزمن هكذا وخاصة الشّباب الّذين لا يهمهم شأنه لانصرافهم إلى الكتب الحديثة التي لا علاقة لها بالدين والقرآن وتوغلهم في الرّوايات والقصص وغيرهما مما هو كذب وتخيل، وترى الفصيح منهم يقرأ السفر فلا يغلط فيه وإذا قرأ آية من القرآن يتخبط فيها فلا حول ولا قوة إلا باللّه، يا ويح آبائهم ويا خسارتهم اللّهم اهدهم وسائر المسلمين إلى سواء السّبيل واحفظهم من أن يدخلوا في معنى هذه الآية قال تعالى "يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ" محمد فمن دونه وتقولون نحن أبناء اللّه وأحباؤه "فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ" (٦) في زعمكم لأن ما بينكم وبين اللّه إلّا الموت والمحب حريص على الاجتماع مع محبوبه وسريع الطّلب إلى الالتحاق به والآخرة لأحباب اللّه خير من الدّنيا ولكنكم كاذبون في دعواكم قال تعالى ردا على زعمهم هذا "وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ" من الكفر المبعد عن الإيمان باللّه فضلا عن تلبسهم بالجحود والظّلم "وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ"


الصفحة التالية
Icon