وشروط صحة الخطبة : حمد اللّه بما هو أهله، والصّلاة على النّبي صلّى اللّه عليه وسلم، والوصية بتقوى اللّه، وتلاوة آية من القرآن في الخطبة الأولى، والدّعاء للمؤمنين في الثانية.
ويستحب عدم تطويلهما ويراعى أحوال النّاس والمواسم، وكان صلّى اللّه عليه وسلم يطيل الصّلاة ويقصر الخطبة وإطالة الصّلاة في الصّبح والعشاء بحسب رغبة المصلين مطلوبة وقصرها في الظّهر والعصر والمغرب مسنون، لأنها أوقات اشتغال النّاس.
روى البخاري ومسلم عن ابن عمر قال كان النّبي صلّى اللّه عليه وسلم يخطب خطبتين يقعد بينهما.
وروى مسلم عن كعب بن عجرة أنه دخل المسجد وعبد الرّحمن بن الحكم يخطب جالسا، فقال انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا، وقال اللّه تعالى (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً) إلخ الآية قال تعالى "فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ" بيعا وشراء وعملا وغيره من أسباب الرّزق "وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً" بعد فراغكم منها، ومن ذكر اللّه تعالى بعدها قائما وقاعدا ومضطجعا، فقد ذكر اللّه
كثيرا فأديموا ذكره "لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (١٠) بفضل إدامة ذكر اللّه، لأنه بنور القلب ويقذف فيه المعرفة التي توضح له سبيل النّجاح في كلّ الأمور.
ثم ذمهم اللّه تعالى على ما وقع منهم فقال عزّ قوله "وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها" أي التجارة يلهون بها عن صلاة الجمعة ولقلة أدبهم انصرفوا "وَتَرَكُوكَ" يا محمد "قائِماً" على المنبر ولم يقدروا قدرك وما تلقيه إليهم من النصح والإرشاد "قُلْ" لهم يا أكمل الخلق "ما عِنْدَ اللَّهِ" من الفضل المخبوء لكم بسبب سماع خطبته "خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ" وأعظم ريحا "وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" (١١) لأنه يرزق بلا مقابل.


الصفحة التالية
Icon