وقال أبو السعود فى الآيات السابقة :
﴿ إِذَا جَاءكَ المنافقون ﴾
أي حضرُوا مجلسكَ ﴿ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله ﴾ مؤكدينَ كلامَهُم بأنَّ واللامُ للإيذانِ بأنَّ شهادَتَهُم هذهِ صادرةٌ عن صميمِ قلوبِهِم وخلوصِ اعتقادِهِم ووفورِ رغبتِهِم ونشاطِهِم. وقولُهُ تعالى :﴿ والله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ﴾ اعتراضٌ مقررٌ لمنطوقِ كلامِهِم وُسِّطَ بينه وبينَ قولِهِ تعالى :﴿ والله يَشْهَدُ إِنَّ المنافقين لكاذبون ﴾ تحقييقاً وتعييناً لِما نيطَ به التكذيبُ من أنَّهُم قالُوه عن اعتقادٍ كما أُشيرِ إليهِ وإماطةً من أولِ الأمرِ لما عسى يتوهمُ من توجه التكذيبِ إلى منطوقِ كلامِهِم أيْ والله يشهدُ أنَّهُم لكاذبُونَ فيما ضمَّنُوا مقالتَهُم من أنَّها صادرةٌ عن اعتقادٍ وطمأنينة قلب والإظهارُ في موقعِ الإضمارِ لذمِّهم والإشعارِ بعلةِ الحُكمِ.


الصفحة التالية
Icon