والإظهار في مقام الإضمار لبيان غلوهم في الفسق ؛ والإشارة إلى علة الحكم أو الجنس وهم داخلون دخولاً أولياً، والآية في ابن أبي كسوابقها كما سمعت ولواحقها كما صح وستسمعه قريباً إن شاء الله تعالى، والاستغفار لهم قيل : على تقدير مجيئهم تائبين معتذرين من جناياتهم، وكان ذلك قد اعتبر في جانب الأمر الذي جزم في جوابه الفعل وإلا فمجرد الإتيان لا يظهر كونه سبباً للاستغفار، ويومىء إليه قوله ﷺ في خبر ابن جبير لابن أبي :"تب" وترك الاستغفار على تقدير الإصرار على القبائح والاستكبار وترك الاعتذار وحيث لم يكن منهم توبة لم يكن منه عليه الصلاة والسلام استغفار لهم.
وحكى مكي أنه ﷺ استغفر لهم لأنهم أظهروا له الإسلام أي بعدما صدر منهم ما صدر بالتوبة، وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : لما نزلت آية براءة ﴿ استغفر لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ ﴾ [ التوبة : ٨٠ ] الخ قال النبي ﷺ :" أسمع ربي قد رخص لي فيهم فوالله لأستغفرن لهم أكثر من سبعين مرة لعل الله أن يغفر لهم " فنزلت هذه الآية ﴿ سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ ﴾ الخ.