وإعادة اللام في قوله :﴿ ولرسوله ﴾ مع أن حرف العطف مُغن عنها لتأكيد عزّة الرسول ﷺ وأنها بسبب عزّة الله ووعده إياه، وإعادة اللام أيضاً في قوله :﴿ وللمؤمنين ﴾ للتأكيد أيضاً إذ قد تخفى عزتهم وأكثرهم في حال قلة وحاجة.
والقول في الاستدراك بقوله :﴿ ولكن المنافقين لا يعلمون ﴾ نظير القول آنفاً في قوله :﴿ ولكن المنافقين لا يفقهون ﴾ [ المنافقون : ٧ ].
وعدل عن الإِضمار في قوله :﴿ ولكن المنافقين لا يعلمون ﴾.
وقد سبق اسمهم في نظيرها قبلها لتكون الجملة مستقلة الدلالة بذاتها فتسير سير المثل.
وإنما نفي عنهم هنا العلم تجهيلاً بسوء التأمل في أمارات الظهور والانحطاط فلم يفطنوا للإِقبال الذي في أحوال المسلمين وازدياد سلطانهم يوماً فيوماً وتناقص من أعدائهم فإن ذلك أمر مشاهد فكيف يظن المنافقون أن عزتهم أقوى من عزّة قبائل العرب الذين يَسقطون بأيدي المسلمين كلما غزوهم من يوم بدر فما بعده. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon