، وقال رجل لحاتم الأصم : من أين تأكل، فقرأ :﴿ ولله خزائن السماوات والأرض ﴾، وقال الجنيد :﴿ خزائن ﴾ السماء : الغيوب، و﴿ خزائن ﴾ الأرض : القلوب : وقرأ الجمهور :" ليُخرِجن الأعز " بضم الياء وكسر الراء بمعنى أن العزيز يخرج الذليل ويبعده، وقال أبو حاتم : وقرئ " لنَخرُجن " بنون الجماعة مفتوحة، وضم الراء، " الأعزَّ " نصباً منها، " الأذلَّ " أيضاً نصباً على الحال، وذكرها أبو عمر الداني عن الحسن، ورويت هذه القراءة :" لنُخرِجن " بضم النون وكسر الراء، وقرأ قوم فيما حكى الفراء والكسائي، وذكرها المهدوي :" ليَخرُجن الأعز منها الأذلَّ " بفتح الياء وضم الراء. ونصب " الأذلَّ " على الحال بمعنى : أن نحن الذين كنا أعزة سنخرج أذلاء، وجاءت هذه الحال معرفة، وفيها شذوذ، وحكى سيبويه : أدخلوا الأول فالأول، ثم أعلم تعالى أن العزة لله وللرسول وللمؤمنين، وفي ذلك وعيد، وروي أن عبد الله بن عبد الله بن أبي، وكان رجلاً صالحاً لما سمع الآية، جاء إلى أبيه فقال له : أنت والله يا أبت الذليل، ورسول الله العزيز، فلما وصل الناس إلى المدينة، وقف عبد الله بن عبد الله على باب السكة التي يسلكها أبوه، وجرد السيف ومنعه الدخول، وقال : والله لا دخلت إلى منزلك إلا أن يأذن في ذلك رسول الله ﷺ، وعبد الله بن أبي في أذل الرجال، وبلغ ذلك رسول الله ﷺ فبعث إليه أن خلّه يمض إلى منزله، فقال : أما الآن فنعم، فمضى إلى منزله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ


الصفحة التالية
Icon