وقال أبو السعود فى الآيات السابقة :
وقولُه تعالَى :﴿ هُمُ الذين يَقُولُونَ ﴾
أيْ للأنصارِ ﴿ لاَ تُنفِقُواْ على مَنْ عِندَ رَسُولِ الله ﴾ ﷺ ﴿ حتى يَنفَضُّواْ ﴾ يعنونَ فقراءَ المهاجرينَ، استئنافٌ جارٍ مَجْرَى التعليل لفسقِهِم أو لعدمِ مغفرتِهِ تعالَى لَهُم وقُرِىءَ حتى يَنْفِضُوا من أنفضَ القومُ إذا فنيتْ أزوادُهُم وحقيقتُه حانَ لهم أن ينفضُوا مزاودَهُم. وقولُه تعالى :﴿ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السموات والأرض ﴾ ردُّ وإبطالٌ لما زعمُوا من أن عدمَ إنفاقهِم يؤدي إلى انفضاضِ الفقراءِ منْ حولِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ ببيانِ أنَّ خزائنَ الأرزاقِ بيدِ الله تعالَى خاصَّة يُعْطِي منْ يشاءُ ويمنعُ من يشاءُ ﴿ ولكن المنافقين لاَ يَفْقَهُونَ ﴾ ذلكَ لجهلِهم بالله تعالَى وبشؤونهِ ولذلكَ يقولونَ مِنْ مقالاتِ الكفرِ ما يقولونَ.