وقال ابن زنجلة :
٦٣ - سورة المنافقين كأنهم خشب مسندة ٤
قرأ أبو عمرو والكسائي كأنهم خشب بإسكان الشين جمع خشبة وخشب وبدنة وبدن وأكمة وأكم
وقرا الباقون خشب بضم الشين جمع خشبة كما تقول ثمرة وثمر وثمر لووا رؤوسهم ٥
قرأ نافع لووا رؤوسهم بالتخفيف جعله من لوى يلوي ليا وهو إذا أنكر الرجل شيئا لوى راسه وعنقه والأصل لويوا فحذفت الضمة من الياء فالتقى ساكنان فحذفوا الياء وحجة هذه القراءة قوله ليا بألسنتهم والأصل لويا فقلبوا الواو ياء
وأدغموا الياء في الياء والأمر منه الو
وقرأ الباقون بالتشديد من قولك لوى يلوي تلوية والأصل لويوا ثم عملوا فيها ما عملوا في التخفيف وحجتهم في ذلك أن الرؤوس جماعة فوجهها التشديد وكذلك كل فعل يكثر مرة بعد مرة ومعنى لووا أنهم ينغضون رؤوسهم أي يحركونها استهزاء باستغفار رسول الله صلى الله عليه والأمر من هذا لو رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فاصدق وأكن من الصلحين ١٠
قرأ أبو عمرو فأصدق وأكون من الصالحين وقرا الباقون وأكن قوله فأصدق وأكن كأنه جواب معنى الاستفها المعنى لئن أخرتني وجزم وأكن عطفا على موضعه ألا ترى أنك إذا قلت أخرني أصدق كان جزما بأنه جواب الجزاء وقد أغنى السؤال عن ذلك الشرط والتقدير أخرني فإن تؤخرني أصدق فلما كان الفعل المنصوب بعد الفاء في موضع فعل مجزوم بانه جزاء الشرط حمل قوله وأكن عليه ومثل ذلك قراءة من قرأ من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم لما كان فلا هادي في موضع فعل مجزوم حمل يذرهم عليه
وأما قول أبي عمرو وأكون فنه حمله على لفظ فأصد وأكون وذلك أن لولا معناه هلا وجواب الاستفهام بالفاء يكون منصوبا وكان الحمل على اللفظ أولى لظهوره في اللفظ وقربه مما لا لفظ له في الحال والله خبير بما تعملون ١١
قرأ أبو بكر والله خبير بما يعملون بالياء خبر غائبين
وقرأ الباقون بما تعملون بالتاء على الخطاب. أ هـ ﴿حجة القراءات صـ ٧٠٩ ـ ٧١١﴾


الصفحة التالية
Icon