وقوله :﴿فَإِن تَوَلَّيْتُمْ﴾ أي عن إجابة الرسول فيما دعاكم إليه ﴿فَإِنَّمَا على رَسُولِنَا البلاغ المبين﴾ الظاهر والبيان البائن، وقوله :﴿الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ﴾ يحتمل أن يكون هذا من جملة ما تقدم من الأوصاف الحميدة لحضرة الله تعالى من قوله :﴿لَهُ الملك وَلَهُ الحمد وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [ التغابن : ١ ] فإن من كان موصوفاً بهذه الصفات ونحوها : فهو الذي ﴿لا إله إِلاَّ هُوَ﴾ أي لا معبود إلا هو ولا مقصود إلا هو عليه التوكل في كل باب، وإليه المرجع والمآب، وقوله :﴿وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون﴾ بيان أن المؤمن لا يعتمد إلا عليه، ولا يتقوى إلا به لما أنه يعتقد أن القادر بالحقيقة ليس إلا هو، وقال في "الكشاف" : هذا بعث لرسول الله ﷺ على التوكل عليه والتقوى به في أمره حتى ينصره على من كذبه وتولى عنه، فإن قيل : كيف يتعلق ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله﴾ بما قبله ويتصل به ؟ نقول : يتعلق بقوله تعالى :﴿فآمنوا بالله ورسوله﴾ [ التغابن : ٨ ] لما أن من يؤمن بالله فيصدقه يعلم ألا تصيبه مصيبة إلا بإذن الله. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣٠ صـ ٢٤﴾