﴿ وَمَن يُؤْمِن بالله وَيَعْمَلْ صالحا ﴾ أي عملاً صالحاً ﴿ يَكْفُرْ ﴾ أي الله عَزَّ وجلَّ وقُرىءَ بنونِ العظمةِ ﴿ عَنْهُ سيئاته ﴾ يومَ القيامةِ ﴿ وَيُدْخِلْهُ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا أَبَداً ﴾ وقُرِىءَ نُدخله بالنونِ ﴿ ذلك ﴾ أي ما ذُكِرَ من تكفيرِ السيئاتِ وإدخالِ الجناتِ ﴿ الفوز العظيم ﴾ الذي لا فوزَ وراءَهُ لانطوائِهِ على النجاةِ من أعظمِ الهلكاتِ والظفرِ بأجلِّ الطلباتِ ﴿ والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بآياتنا أُوْلَئِكَ أصحاب النار خالدين فِيهَا وَبِئْسَ المصير ﴾ أي النارُ كأنَّ هاتينِ الآيتينِ الكريمتينِ بيانٌ لكيفيةِ التغابنِ ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ ﴾ من المصائبِ الدنيويةِ ﴿ إِلاَّ بِإِذْنِ الله ﴾ أي بتقديرِهِ وإرادتِهِ كأنَّها بذاتِهَا متوجهةٌ إلى الإنسانِ متوقفةٌ على إذنِهِ تعالى :﴿ وَمَن يُؤْمِن بالله يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ عند إصابتِهَا للثباتِ والاسترجاعِ وقيل يهدِ قلبَهُ حتَّى يعلمَ أنَّ ما أصابَهُ لم يكُنْ ليخطئَهُ وما أخطأهُ لم يكُن ليصيبَهُ وقيلَ يهدِ قلبَهُ أي يلطفُ بهِ ويشرحُهُ لازديادِ الطاعةِ والخيرِ. وقُرِىءَ يُهْدَ قلبُهُ على البناءِ للمفعولِ ورفعِ قلبَهُ، وقُرِىءَ بنصبِه على نهجِ سفِه نفسَهُ وقُرِىءَ بالهمزةِ أي يسكُن ﴿ والله بِكُلّ شَيْء ﴾ من الأشياء التي من جُملتِهَا القلوبُ وأحوالِهَا ﴿ عَلِيمٌ ﴾ فيعلمُ إيمانَ المؤمنِ ويهدي قلبَهُ إلى ما ذُكِرَ.
﴿ وَأَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول ﴾