أصله يبدأ فأبدلت الهمزة ألفاً ثم حذفت للجازم تشبيهاً بألف يخشى إذا دخل عليه الجازم، وقوله تعالى :﴿ والله بِكُلّ شَيْء ﴾ من الأشياء التي من جملتها القلوب وأحوالها ﴿ عَلِيمٌ ﴾ فيعلم إيمان المؤمن ويهدي قلبه عند إصابة المصيبة ؛ فالجملة متعلقة بقوله تعالى :﴿ وَمَن يُؤْمِن ﴾ الخ، وجوز أن تكون متعلقة بقوله سبحانه :﴿ مَا أَصَابَ ﴾ الخ على أنها تذييل له للتقرير والتأكيد، وذكر الطيبي أن في كلام الكشاف رمزاً إلى أن في الآية حذفاً أي فمن لم يؤمن لم يلطف به أو لم يهد قلبه، ومن يؤمن بالله يهد قلبه، وبنى عليه أن المصيبة تشمل الكفر والمعاصي أيضاً لورودها عقيب جزاء المؤمن والكافر وإردافها بالأمر الآتي" وأي مصيبة أعظم منهما؟ وهو كما أشار إليه يدفع في نحر المعتزلة.
﴿ وَأَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول ﴾ كرر الأمر للتأكيد والإيذان بالفرق بين الإطاعتين في الكيفية، وتوضيح مورد التولي في قوله تعالى :
﴿ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ ﴾ أي عن إطاعة الرسول، وقوله تعالى :﴿ فَإِنَّمَا على رَسُولِنَا البلاغ المبين ﴾ تعليل للجواب المحذوف أقيم مقامه أي فلا بأس عليه إذ ما عليه إلا التبليغ المبين وقد فعل ذلك بما لا مزيد عليه، وإظهار الرسول مضافاً إلى نون العظمة في مقام إضماره لتشريفه عليه الصلاة والسلام، والإشعار بمدار الحكم الذي هو كون وظيفته ﷺ محض البلاغ ولزيادة تشنيع التولي عنه، والحصر في الكلام إضافي.
﴿ الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ ﴾ الكلام فيها كالكلام في كلمة التوحيد، وقد مر وحلا ﴿ وَعَلَى الله ﴾ أي عليه تعالى خاصة دون غيره لا استقلالاً ولا اشتراكاً ﴿ فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون ﴾ وإظهار الجلالة في موقع الإضمار للإشعار بعلة التوكل.


الصفحة التالية
Icon