وافتتاح الجملة باسم الجلالة إظهار في مقام الإضمار إذ لم يقُل هو لا إِله إلاّ هو لاستحضار عظمة الله تعالى بما يَحويه اسم الجلالة من معاني الكمال، ولتكون الجملة مستقلة بنفسها فتكون جارية مجرى الأمثال والكلممِ الجوامع.
﴿ هُوَ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ ﴾.
عطف على ﴿ وأطيعوا الله ﴾ فهو في معنى : وتوكلوا على الله، فإن المؤمنين يتوكلون على الله لا على غيره وأنتم مؤمنون فتوكلوا عليه.
وتقدم المجرور لإِفادة الاختصاص، أي أن المؤمنين لا يتوكلون إلا على الله.
وجيء في ذلك بصيغة أمر المؤمنين بالتوكل على الله دون غيره ربطاً على قلوبهم وتثبيتاً لنفوسهم كيلا يأسفوا من إعراض المشركين وما يصيبهم منهم وأن ذلك لن يضرهم.
فإن المؤمنين لا يعتزُّون بهم ولا يتقوون بأمثالهم، لأن الله أمرهم أن لا يتوكلوا إلا عليه، وفيه إيذان بأنهم يخالفون أمر الله وذلك يغيظ الكافرين.
والإِتيان باسم الجلالة في قوله :﴿ وعلى الله فليتوكل المؤمنون ﴾ إظهار في مقام الإِضمار لتكون الجملة مستقلة فتسيرَ مَسرى المثَل، ولذلك كان إظهار لفظ ﴿ المؤمنون ﴾ ولم يقل : وعلى الله فليتوكلوا، ولما في ﴿ المؤمنون ﴾ من العموم الشامل للمخاطبين وغيرهم ليكون معنى التمثيل. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢٨ صـ ﴾