وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة التغابن
(فمنكم كافر) [٢] بأنه خلقه. (ذلك يوم التغابن) [٩] سمي [بالتغابن]، لأن الله أخفاه. والغبن: الإخفاء، ومغابن الجسد: ما يخفى عن العين، والغبن: في البيع، لخفائه/على صاحبه. ويجوز أن يكون التغابن في يوم القيامة، لا من إخفاء الله إياه، بل من [إخفاء] أمر المؤمن على الكافر في الدنيا، فكأن الكافر والظالم يظنان أنهما غبنا المؤمن بنعيم الدنيا، والمظلوم بما نقصه من حقه وتلمه من ماله، وقد غبنهما المؤمن والمظلوم على الحقيقة بنعيم الآخرة وجزائهما، فلما صار الغبن من وجهين أحدهما ظن والآخر حق، جرى على باب التفاعل.
(وأولادكم عدواً لكم) [١٤] كانوا يمنعونهم من الهجرة. (وإن تعفوا وتصفحوا) كان من المهاجرين من قال: إذا رجعت إلى مكة لا ينال أهلي مني خيراً، لصدهم إياي عن الهجرة، فأمروا بالصفح. ويكون العفو بإذهاب آثار الحقد عن القلوب، كما تعفوا الريح الأثر. والصفح: الإعراض عن المعاتبة.
[تمت سورة التغابن]. أ هـ ﴿باهر البرهان صـ ١٥٠٨ ـ ١٥٠٩﴾