"وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً" في دنياه مع إيمانه فإنه تعالى "يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ" في الآخرة "وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً" لا يتحولون عنها "ذلِكَ" التكفير والإدخال هو "الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (٩) الذي لا أعظم منه لما فيه من بلوغ الغاية التي كان يتوخاها في حياته ومنتهى الأمل الذي كان يؤمله بعد وفاته "وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا" الدالة على ذلك اليوم الذي يتغابن به النّاس "أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها" أبدا لا يخرجون منها، وقد حذف من الجملة الثانية اكتفاء بوجودها في الأولى، وقدم مثله في الآية ٣٥ من سورة الرّعد فراجعها "وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" (١٠) النار لأهلها، وهذه الجملة بمقابلة الجملة الأخيرة في الآية قبلها وهي (الفوز العظيم) وهذا تغابن لا أعظم منه، لأن أناسا ينعمون في الجنّة وآخرين يعذبون في النّار، ويرى بعضهم بعضا ويتعارفون فيها كما كانوا في الدّنيا، فهل يوجد أعظم من هذا التغابن كلا.


الصفحة التالية
Icon