الموتُ نوعان : موتُ نَفْسٍ، وموتُ قلب، ففي القيامة يُبْعَثون من موت النَّفْس، وأمَّا موتُ القلبِ فلا بَعْثَ منه - عند كثيرٍ من مخلصي هذه الطائفة، قال تعالى مُخْبِراً عنهم :﴿ قَالُواْ يَاوَيْلَنَا مَن بَعَثَننَا مِن مَّرْقَدِنَا ﴾ [ يس : ٥٢ ] فلو عرفوه لَمَا قالوا ذلك ؛ فموتُ قلوبِهم مُسَرْمَدٌ إلى أنْ تصيرَ معارفُهم ضروريةً، فهذا الوقتُ وقتُ موتِ قلوبهم.
قوله جل ذكره :﴿ فَئَامِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذَى أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾.
﴿ النور الذي أنزلنا ﴾ : القرآن. ويجوز ان يكون ما أنزل في قلوب اوليائه من السكينة وفنون الألطاف.
قوله جل ذكره :﴿ يَوْمَ يَحْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
المطيعُ - يومئذٍِ- في غبن لأنه لم يستكثر من الطاعة، والعاصي في غبن لأنه استكثر من الزلَّة.
وليسَ كلُّ الغبنِ في تفاوت الدرجات قلَّةً وكثرة، فالغبن في الأحوال أكثر.
قوله جل ذكره :﴿ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ ﴾.
أيُّ حُصْلةٍ حَصَلت فمِنْ قِبَلِه خَلْقاً، وبعلمه وإرادته حُكماً.
﴿ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ حتى يهتدي إلى الله في السَّراء والضَّراء - اليومَ - وفي الآخرة يهديه إلى الجنة.
ويقال :﴿ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ للأخلاق السنيَّة، والتنقِّي من شُحِّ النَّفْس.
ويقال :﴿ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ لاتِّباع السُّنَّةِ واجتنابِ البِدْعة.


الصفحة التالية
Icon