﴿ إِن تُقْرِضُواْ الله قَرْضاً حَسَناً ﴾ فتصرفون أموالكم في وجوه الخير بإخلاص نية وطيب نفس ﴿ يضاعفه لَكُمْ ﴾ فيجعل الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وقد تقدّم تفسير هذه الآية، واختلاف القراء في قراءتها في سورة البقرة، وسورة الحديد ﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ أي : يضمّ لكم إلى تلك المضاعفة غفران ذنوبكم ﴿ والله شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ يثيب من أطاعه بأضعاف مضاعفة، ولا يعاجل من عصاه بالعقوبة.
﴿ عالم الغيب والشهادة ﴾ أي : ما غاب وما حضر لا تخفى عليه منه خافية، وهو ﴿ العزيز الحكيم ﴾ أي : الغالب القاهر ذو الحكمة الباهرة.
وقال ابن الأنباري : الحكيم هو المحكم لخلق الأشياء.
وقد أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، والترمذي وصححه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية ﴿ يأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ إِنَّ مِنْ أزواجكم وأولادكم عَدُوّاً لَّكُمْ فاحذروهم ﴾ في قوم من أهل مكة أسلموا، وأرادوا أن يأتوا النبيّ ﷺ، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم، فلما أتوا رسول الله ﷺ، فرأوا الناس قد فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوهم، فنزلت إلى قوله :﴿ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾.