قال الإمام الغزالي في كتابه المضنون به على غير أهله الأولى كرة النّار، والثانية كرة الهواء، والثالثة كرة الطّين المجفف الذي هو فوق الماء، والرّابعة الماء، والخامسة الأرض البسيطة، والسّادسة الممتزجات من هذه الأشياء، والسّابعة الآثار المعلومة كما أن السّيد عبد الكريم الجبلي ذكر في كتاب الإنسان الكامل مثل هذا.
واللّه أعلم.
وهو القائل "يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ" أي وحي اللّه لرسله واجراء
مقدراته وأحكامه على خلقه يكون بين السّموات والأرضين "لِتَعْلَمُوا" أيها الناس كلكم "أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" لا يعجزه شيء وبعد أن رأيتم أيها الناس خلقة السّموات والأرض وما فيها وعليها وتحتهما وفوقهما، واعتقدتم ذلك فلا يليق بكم أن تشكوا بإعادة الخلق كما بدأه بعد إبادته، ولا ترتابوا بأنه يعلم الجزئيات من أعمالكم كما يعلم كلياتها، وكيف يتطرق لكم ذلك الشّك "وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً" (١٢) فلا شيء فيهما إلّا وهو عالم به، قليله وكثيره خفية وجليه.
هذا واللّه أعلم، ولا يوجد سورة مختومة بما ختمت به هذه السورة وقد بدئت سورة التحريم والأحزاب بما بدئت به فقط.
واستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلّا باللّه العلي العظيم، وصلّى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين وسلم تسليما كثيرا والحمد للّه رب العالمين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٦ صـ ٧٥ ـ ٨٤﴾