" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. يا أيها النبى إذا طلقتم النساء )
السّورة مدنيّة بالاتِّفاق.
وآياتها خمس عشرة فى عَدّ البصرة، واثنتا عشرة عند الباقين.
وكلماتها مائتان وأِربعون.
وحروفها أَلْف وسِتُّون.
والمختلف فيها ثلاث آيات : مخرجاً و ﴿وَالْيَوْمِ الآخِر﴾ ﴿ياأُوْلِي الأَلْبَابِ﴾ فواصل آياتها على الأَلف.
مولها اسمان : سورة الطَّلاق لقوله :﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ﴾ والثَّانى سورة النِّساءِ القُصْرى.
قاله عبد الله بن مسعود.
معظم مقصود السّورة : بيان طلاق السُنَّة، وأَحكام العِدَّة، والتَّوكُّل على الله تعالى فى الأُمور، وبيان نفقة النِّساءِ حال الحمل والرّضاع، وبيان عُقُوبة المتعدِّين وعذابِهم، وأَنَّ التَّكليف على قَدْر الطاقة، وللصّالحين الثوابُ والكرامة، وبيان إِحاظة العلم، والقُدْرَة، فى قوله :﴿لتَعْلَمُواْ﴾ الآية.
السّورة خالية عن المنسوخ.
وفيها النَّاسخ ﴿وَأَشْهِدُواْ ذَوَي عَدْلٍ مِّنكُمْ﴾.
ومن المتشابه قولُه تعالى :﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً﴾ أَمر بالتَّقوى فى أَحكام الطَّلاق ثلاث مرّات، ووعد فى كلِّ مرّة بنوع من الجزاءِ، فقال أَوّلاً :﴿يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً﴾ : يُخرجه ممّا أُدخِل فيه وهو يكرهه، ويُتيح له محبوبه من حيث لا يأمُل.
وقال فى الثانى : يسهّل عليه الصّعب من أَمره، ويُتيح له خيراً ممَّن طلَّقها.
والثالث وَعَد عليه أَفضل الجزاءِ، وهو ما يكون فى الآخرة من النعماءِ.
فضل السّورة
فيه حديث أُبىّ : مَن قرأَها مات على سُنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وحديث علىّ : يا علىّ مَنْ قرأَها فكأَنما رَبَّى أَلْف يتيم، وله بكلّ آية قرأَها مثلُ ثواب مَنْ يلقِّن أَلف ميّت. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٤٦٩ ـ ٤٧٠﴾


الصفحة التالية
Icon