وقوله تعالى :﴿يَتَنَزَّلُ الأمر بَيْنَهُنَّ﴾ قال عطاء يريد الوحي بينهن إلى خلقه في كل أرض وفي كل سماء، وقال مقاتل : يعني الوحي من السماء العليا إلى الأرض السفلى، وقال مجاهد :﴿يَتَنَزَّلُ الأمر بَيْنَهُنَّ﴾ بحياة بعض وموت بعض وسلامة هذا وهلاك ذاك مثلاً وقال قتادة : في كل سماء من سماواته وأرض من أرضه خلق من خلقه وأمر من أمره وقضاء من قضائه، وقرىء ﴿يُنَزّلٍ الأمر بَيْنَهُنَّ﴾ قوله تعالى :﴿لّتَعْلَمُواْ أَنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ قرىء ﴿لِيَعْلَمُواْ﴾ بالياء والتاء أي لكي تعلموا إذا تفكرتم في خلق السموات والأرض، وما جرى من التدبير فيها أن من بلغت قدرته هذا المبلغ الذي لا يمكن أن يكون لغيره كانت قدرته ذاتية لا يعجزه شيء عما أراده وقوله :﴿إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ من قبل ما تقدم ذكره ﴿وَأَنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمَا﴾ يعني بكل شيء من الكليات والجزئيات لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، عالم بجميع الأشياء وقادر على الإنشاء بعد الإفناء، فتبارك الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣٠ صـ ٣٦﴾