وقال ملا حويش :
تفسير سورة التحريم
عدد ٢١ - ١٠٧ و٦٦
نزلت بالمدينة بعد الحجرات، وهي اثنتا عشرة آية، ومئتان وسبع وأربعون كلمة، والف وستون حرفا، لا ناسخ ولا منسوخ فيها، ومثلها في عدد الآي سورة الطّلاق وتقدم بيان السّور المبدوءة بما بدئت بها في سورة الأحزاب، ولا يوجد سورة مختومة بما ختمت به.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ" من النّساء "تَبْتَغِي" بذلك التحريم "مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ" لما وقع منك في ذلك "رَحِيمٌ" (١) بك يحل لك ما تحرم على نفسك.
مطلب في اثبات قصة التحريم وتفنيد الرّوايات فيها لأن اللّه تعالى لم يبين ما هو الذي سرّه الرّسول صلّى اللّه عليه وسلم لزوجاته :
روى البخاري ومسلم عن عائشة أن النّبي صلّى اللّه عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا قالت فتواطأت أنا وحفصة إن أتانا ودخل علينا النّبي صلّى اللّه عليه وسلم أن نقول هل إنا نجد منك ريح مغافير، فدخل على إحداهما فقالت له أكلت مغافير - هو صمغ حلو له رائحة كريهة ينضجه شجر المعرفط وهو نبات له ورق عريض يفرش على الأرض له شوكة وثمرة خبيثة الرّائحة - فقال بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود إليه وفي رواية قد حلفت فلا تخبري بذلك أحدا فنزلت هذه الآية.
وما قيل من أن هذه الآية في قضية مارية حينما واقعها حضرة الرسول في بيت حفصة أو في بيت عائشة المذكورة في الصّحيحين فلم تأت من
طريق صحيح، والأخبار فيها متعارضة، لأن رواية ابن عباس في بيت حفصة وما نقله الكشاف أنها في بيت عائشة، وفي رواية أنس التي أخرجها الحاكم والنّسائي لم تعين الأمة ولا البيت، وإنما ذكرا فيها أن عائشة وحفصة لم تزالا برسول اللّه حتى جعلهما حراما على نفسه.


الصفحة التالية
Icon