قال تعالى "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ" بأن تنهوهم عما نهى اللّه عنه وتأمروهم بما أمر به وتعلموهم ما ينفعهم ويضرهم من أمر الدّين وما لهم وما عليهم من الحقوق للّه ولخلقه وخاصة أزواجكم لأنكم مسؤولون عنهم ومكلفون بتعليمهم وبذلك تخلصون من أن تصلوا "ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ" وهذه نار مخصوصة لا تتقد إلّا بالناس والحجارة بان يكونا كبريتا لها، تتقد به والعياذ باللّه وتقدم مثل هذه الجملة في الآية ٣٤ من سورة البقرة "عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ" لم يخلق اللّه رحمة في قلوبهم ولا شفقة ولا لطفا ولا رأفة وهم شديدوا الانقياد لأوامر اللّه تعالى "لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ" (٦) به في أعداء اللّه من انواع العذاب، ولم يتأثروا مما يفعلونه في المعذبين، لأن اللّه لم يخلق فيهم حنانا على أحد، ولم يتريثوا في إنفاذ أمره بل يوقعونه حالا كلمح البصر أو أقرب.
قال تعالى "يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا" اخرسوا لا تنبسوا بينة شفة فقد انقطعت المحاججة و"لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ"


الصفحة التالية
Icon