فصل فى إعراب جميع آيات السورة الكريمة
قال الإمام أبو البقاء العكبرى :
سورة التحريم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى (تبتغى) هو حال من الضمير في تحرم، ويجوز أن يكون مستأنفا وأصل (تحلة) تحللة، فأسكن الأول وأدغم (وإذ) في موضع نصب باذكر.قوله تعالى (عرف بعضه) من شدد عداه إلى اثنين، والثانى محذوف: أي عرف بعضه بعض نسائه، ومن خفف فهو محمول على المجازاة لا على حقيقة العرفان لأنه كان عارفا بالجميع، وهو كقوله تعالى " والله بما تعملون خبير " ونحوه: أي يجازيكم على أعمالكم.
قوله تعالى (إن تتوبا) جواب الشرط محذوف تقديره: فذلك واجب عليكما أو يتب الله عليكما، ودل على المحذوف (فقد صغت) لأن إصغاء القلب إلى ذلك ذنب.
قوله تعالى (قلوبكما) إنما جمع، وهما اثنان لأن لكل إنسان قلبا، وما ليس في الأنسان منه إلا واحد جاز أن يجعل الاثنان فيه بلفظ الجمع، وجاز أن يجعل بلفظ التثنية، وقيل وجهه أن التثنية جمع.
قوله تعالى (هو مولاه) مبتدأ وخبره خبر إن، ويجوز أن يكون هو فصلا، فأما (جبريل وصالح المؤمنين) ففيه وجهان: أحدهما هو مبتدأ، والخبر محذوف أو مواليه، أو يكون معطوفا على الضمير في مولاه أو على معنى الابتداء.
والثانى
أن يكون مبتدأ (والملائكة) معطوفا عليه، و (ظهير) خبر الجميع، وهو واحد في معنى الجمع: أي ظهراء، و (مسلمات) نعت آخر وما بعده من الصفات كذلك، فأما الواو في قوله تعالى (وأبكارا) فلا بد منها، لأن المعنى بعضهن ثيبات وبعضهن أبكار.
قوله تعالى (قوا) في هذا الفعل عينه لأن فاءه ولامه معلتان، فالواو حذفت في المضارع لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة، والأمر مبنى على المضارع.
قوله تعالى (لا يعصون الله) هو في موضع رفع على النعت.
قوله تعالى (توبة نصوحا) يقرأ بفتح النون، قيل هو مصدر، وقيل هو اسم
فاعل: أي ناصحة على المجاز، ويقرأ بضمها وهو مصدر لا غير مثل القعود.