قال ابن عباس : يريد أبا بكر وعمر مواليين النبي ﷺ على من عاداه، وناصرين له، وهو قول المقاتلين، وقال الضحاك خيارالمؤمنين، وقيل من صلح من المؤمنين، أي كل من آمن وعمل صالحاً، وقيل : من برىء منهم من النفاق، وقيل : الأنبياء كلهم، وقيل : الخلفاء وقيل : الصحابة، وصالح ههنا ينوب عن الجمع، ويجوز أن يراد به الواحد والجمع، وقوله تعالى :﴿والملائكة بَعْدَ ذلك﴾ أي بعد حضرة الله وجبريل وصالح المؤمنين ﴿ظَهِيرٍ﴾ أي فوج مظاهر للنبي ﷺ، وأعوان له وظهير في معنى الظهراء، كقوله :﴿وَحَسُنَ أولئك رَفِيقاً﴾ [ النساء : ٦٩ ] قال الفراء : والملائكة بعد نصرة هؤلاء ظهير، قال أبو علي : وقد جاء فعيل مفرداً يراد به الكثرة كقوله تعالى :﴿وَلاَ يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً * يُبَصَّرُونَهُمْ﴾ [ المعارج : ١٠، ١١ ] ثم خوف نساءه بقوله تعالى :﴿عسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أزواجا خَيْراً مّنكُنَّ﴾ قال المفسرون : عسى من الله واجب، وقرأ أهل الكوفة ﴿أَن يُبْدِلَهُ﴾ بالتخفيف، ثم إنه تعالى كان عالماً أنه لا يطلقهن لكن أخبر عن قدرته أنه إن طلقهن أبدله خيراً منهم تخويفاً لهن، والأكثر في قوله :﴿طَلَّقَكُنَّ﴾ الإظهار، وعن أبي عمرو إدغام القاف في الكاف، لأنهما من حروف الفم، ثم وصف الأزواج اللاتي كان يبدله فقال :﴿مسلمات﴾ أي خاضعات لله بالطاعة ﴿مؤمنات﴾ مصدقات بتوحيد الله تعالى مخلصات ﴿قانتات﴾ طائعات، وقيل : قائمات بالليل للصلاة، وهذا أشبه لأنه ذكر السائحات بعد هذا والسائحات الصائمات، فلزم أن يكون قيام الليل مع صيام النهار، وقرىء ( سيحات )، وهي أبلغ وقيل للصائم : سائح لأن السائح لا زاد معه، فلا يزال ممسكاً إلى أن يجد من يطعمه فشبه بالصائم الذي يمسك إلى أن يجيء وقت إفطاره، وقيل : سائحات مهاجرات، ثم قال تعالى :﴿ثيبات وَأَبْكَاراً﴾ لأن أزواج النبي


الصفحة التالية