ووصفه بالعلوّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام.
وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي، ومنزل القطر، ومحل القُدس، ومعدن المطهرين من الملائكة، وإليها ترفع أعمال العباد، وفوقها عرشه وجنته ؛ كما جعل الله الكعبة قِبلةً للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان.
وهو الآن على ما عليه كان.
وقرأ قُنْبل عن ابن كَثير "النشور وامنتم" بقلب الهمزة الأولى واواً وتخفيف الثانية.
وقرأ الكوفيون والبصريون وأهل الشام سوى أبي عمرو وهشام بالتخفيف في الهمزتين، وخفّف الباقون.
وقد تقدم جميعه.
قوله تعالى :﴿ أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِي السمآء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ﴾
أي حجارة من السماء كما أرسلها على قوم لوط وأصحاب الفِيل.
وقيل : ريح فيها حجارة وحَصْباء.
وقيل : سحاب فيه حجارة.
﴿ فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾ أي إنذاري.
وقيل : النذير بمعنى المنذر.
يعني محمداً ﷺ فستعلمون صدقه وعاقبة تكذيبكم.
قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ ﴾
يعني كفار الأمم ؛ كقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مَدْيَن وأصحاب الرَّسِّ وقومِ فرعون.
﴿ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ ﴾ أي إنكاري وقد تقدّم.
وأثبت وَرْش الياء في "نذيري، ونكيري" في الوصل.
وأثبتها يعقوب في الحالين.
وحذف الباقون اتباعاً للمصحف. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon