وقال ملا حويش :
تفسير سورة الملك
عدد ٢٧ - ٧٧ - ٦٥
نزلت بمكة بعد سورة الطور، وهي ثلاثون آية، وثلاثمائة وثلاث عشرة كلمة، وألف وثلاثمائة وثلاثة عشر حرفا، لا ناسخ ولا منسوخ فيها، ونظائرها في الآي الفجر والسجدة فقط.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى :"تَبارَكَ" تقدم ما فيه أول الفرقان في ج ١ فراجعه، "الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ" يتصرف فيه وبما فيه، يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء "وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ١ بالغ القدرة في كل ممكن، وهل يوجد شيء غير ممكن على اللّه تعالى إلا إخراج خلقه عن ملكه، وذلك رحمة بهم لأنه قادر على تبديلهم بغيرهم كما أنه قادر على تبديل السموات والأرض، قال تعالى (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ) الآية ٦٧ من الواقعة في ج ١، وقال تعالى (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) الآية ٤٨ من سورة إبراهيم المارة وأمثالها كثير في القرآن، ولما كان لا يكون ذلك إلا بإعدامهم وقد قدر لهم أجلا في هذه الدنيا لا بد بالغوه فلا يمكن إخراجهم من ملكه.مطلب في إمكان القدرة وفوائد الكواكب :
قال بعض المفسرين إن قدرته تعالى مقيدة لأنه لا يقدر على ذاته المقدسة ولا على جعل صاحبة له أو ولد أو شريك تعالى عن ذلك، وهذا وإن كان كذلك لأن هذه ليست من الممكنات، وإن القول يتقييد القدرة بهذه الأسباب مما يعبس ويكفهرّ لها الوجوه ويقشعر لها البدن وترتعد لها الفرائص وينكمش لها القلب،
لهذا فالأحسن الصفح عن هكذا إيرادات والاكتفاء بظاهر اللفظ، ولهذا قال الإمام الرباني ما قال كما أثبتناه في الآية ٤٢ من سورة النجم في ج ١، فتدبره أرشدك اللّه لهداك وأبعدك عما فيه رداك.