أم أنتم وهل يشفع لنا ربنا أم تشفع لكم أوثانكم، وهذه الآية جارية مجرى التهديد، ثم ذكرهم ببعض نعمه على طريق الاحتجاج بقوله عز قوله "قُلْ" لهم
يا خاتم الرسل "أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً" ذاهبا في الأرض غائرا فيها لوصفه بالمصدر كعدل وعادل وهو سبب حياتكم لأنكم تشربون منه "فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ" ٣٠ جار على وجه الأرض أو راكد فيها تناله أيديكم ودلائكم، فسيقولون لك حتما اللّه يأتينا به، فقل لهم إذا لم تشركون فيه من لا يقدر على شيء ؟ فتلزمهم الحجة.
قالوا تليت هذه الآية عند محمد بن زكريا المتطبب وهو ملحد فقال يأتي به المعول والفأس، فأذهب اللّه ماء عينه في تلك الليلة أعاذنا اللّه من الغرور وحفظنا من الاتكال على أنفسنا وزادنا بصيرة في مكوناته.
ولا يوجد في القرآن سورة مختومة بمثل هذه اللفظة، وتسمى سورة المجادلة لأنها تجادل عن قارئها ملائكة العذاب، والمنجية لا دخار ثوابها عند اللّه، والمانعة لأنها تمنع من يواظب على قراءتها العذاب في الآخرة وتنجيه من عذاب القبر، والواقية لأنها تقيه مجادلة الملكين ومن العذاب الأخروي.
أخرج الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال إن في القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك.
وإنما قال تبارك لأن سورة السجدة وسورة الفجر المارتين كل منهما ثلاثون آية لعدم الالتباس.
وأخرج الترمذي وغيره عن ابن عباس قال : ضرب بعض أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وسلم خباء على قبر وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فأتى النبي صلّى اللّه عليه وسلم فأخبره فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر.


الصفحة التالية
Icon