[سورة الملك (٦٧): آية ٢٢]

أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢)
وقوله سبحانه: أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [٢٢] وهذه استعارة، والمراد بها صفة من يخبط فى الضلال، وينحرف عن طريق الرشاد. لأنهم يصفون من تلك حاله بأنه ماش على وجهه. فيقولون: فلان يمشى على وجهه، ويمضى على وجهه، إذا كان كذلك.
وإنما شبّهوه بالماشي على وجهه، لأنه لا ينتفع بمواقع بصره، إذ كان البصر فى الوجه.
وإذا كان الوجه مكبوبا على الأرض كان الإنسان كالأعمى الذي لا يسلك جددا، ولا يقصد سددا.
ومن الدليل على أن قوله تعالى: أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ من الكنايات عن عمى البصر، قوله تعالى فى مقابلة ذلك: أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا لأن السّوىّ ضدّ المنقوص فى خلقه، والمبتلى فى بعض كرائم جسمه. أ هـ ﴿تلخيص البيان صـ ٣٣٨ ـ ٣٤١﴾


الصفحة التالية
Icon