لطيفة
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى أفمن )
اعلم أَنَّ (أَمَن) و (أَمْ مَنْ) و (أَوَمَنْ) و (أَفَمَنْ) كانت فى الأَصل (مَنْ)، وأَلحقوا بها هذه الحروف للاستفهام.
والأَصل فى الاستفهام الهمزة وحدها، ثم أَلحقوا الواو، والفاءَ، والميم، لزيادة التقرير والتأْكيد.
﴿أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً﴾ لإِلزام الحُجّة ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ ؛ لبيان التمثيل.
وقد ورد (أَفَمَنْ) فى التَّنزيل على ستَّةَ عشرَ وجهاً.
منها ثلاثة فى حَقِّ الله تعالى، وثلاثة فى ذكر الرّسول صَلَّى الله عليه وسلَّم، وخمسة فى شأن الصّحابة رَضى الله عنهم واثنان لتشريف المؤمنين، وثلاثة فى توبيخ الكافرين.
أَمّا التى فى حقّ الله تعالى فالأَول للدليل والهداية :﴿أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ﴾.
الثانى للحفظ والرّعاية :﴿أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ الثالث لإِظهار القُدْرة ﴿أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ﴾.
وأَمّا الثلاثة الَّتى فى ذكر المصطفى - صلَّى الله عليه وسلم - فالأوّل للبرهان والحُجّة :﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ﴾.
الثانى فى وعد الرّضا والرّؤية :﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ﴾ الثالث فى بيان الثبات والاستقامة :﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ﴾ يعنى أَبا جهل.
﴿أَمْ مَنْ يَمْشِى سَوِيّاً﴾ يعنى محمّداً صلَّى الله عليه وسلَّم.
وأَمّا الخمس الَّتى للصّحابة، فالأَوّل للصّدّيق ذى الصّدق والحقيقة :﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ﴾.
الثانى للفاروق ذى العَدْل، والأَمْن، والأَمانة :﴿أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً﴾.


الصفحة التالية
Icon