وقال أبو السعود فى الآيات السابقة :
﴿ أَوَ لَمْ يَرَوْاْ ﴾
أغفَلوا ولم ينظُروا ﴿ إِلَى الطير فَوْقَهُمْ صافات ﴾ باسطاتٍ أجنحتهنَّ في الجوِّ عند طيرانِهَا فإنهنَّ إذا بسطنَهَا صفَفنَ قوادِمها صفاً ﴿ وَيَقْبِضْنَ ﴾ ويضمُمنها إذا ضربنَ بها جنوبهنَّ حيناً فحيناً للاستظهارِ بهِ على التحركِ وهو السرُّ في إيثارِ يقبضنَ الدالِّ على تجددِ القبضِ تارةً بعد تارةٍ على قابضاتٍ ﴿ مَا يُمْسِكُهُنَّ ﴾ في الجوِّ عند الصفِّ والقبضِ على خلافِ مقتضى الطبعِ ﴿ إِلاَّ الرحمن ﴾ الواسعُ رحمتُهُ كلَّ شيءٍ بأنْ برأهُنَّ على أشكالٍ وخصائصَ وهيأهُنَّ للجريِ في الهواءِ، والجملةُ مستأنفةٌ أو حالٌ من الضميرِ في يقبضنَ ﴿ إِنَّهُ بِكُلّ شَىْء بَصِيرٌ ﴾ يعلمُ كيفيةَ إبداعِ المبدعاتِ وتدبيرِ المصنوعاتِ. وقوله تعالَى :