وخرّجه الترمذي من حديث شريك عن سماك، عن جابر بن سمرة قال :
جالست النبي صلّى الله عليه وسلّم أكثر من مائة مرّة، فكان أصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية وهو ساكت وربما تبسم [١] قال هذا حديث حسن صحيح.
وقال الليث بن سعد عن الوليد بن أبي الوليد أن سليمان بن خارجة أخبره عن خارجة بن زيد أن نفرا دخلوا على أبيه زيد بن ثابت فقالوا : حدّثنا عن بعض أخلاق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : كنت جاره فكان إذا نزل الوحي بعث إليّ فآتيه فأكتب الوحي، وكنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، فكل هذا يحدثكم عنه.
وخرّج البخاري في المناقب من حديث سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يحدث حديثا لو عدّه العادّ لأحصاه [٢]. ومن حديث يونس عن ابن شهاب أنه قال : أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت :
ألا يعجبك [٣] أبا فلان جاء فجلس إلى جانب حجرتي [٤] يحدث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسمعني ذلك، وكنت أسبّح فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يكن يسرد [٥] الحديث [كسردكم ] [٦].
وخرّج مسلم من حديث ابن وهب قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب أن عروة بن الزبير حدّث أن عائشة قالت : ألا تعجل أبا هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم يسمعني ذلك، وكنت أسبح فقام قبل أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه أن رسول الله لم يكن يسرد الحديث كسردكم.
وخرّج أيضا من حديث سفيان بن عيينة عن هشام عن أبيه قال : كان أبو هريرة يحدث ويقول : اسمعي يا ربة الحجرة، وعائشة رضي الله عنها تصلي، فلما قضت صلاتها قالت لعروة : ألا تسمع إلى هذا أو مقالته آنفا ؟ إنما كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يحدث حديثا لو عدّه العاد لأحصاه.

_
[١] (الشمائل المحمدية) ص ٢٦ حديث ٢٤٦ ولفظه، وربما تبسم معهم.
[٢] (فتح الباري) ج ٦ ص ٥٦٧ حديث رقم ٣٥٦٧.
[٣] في (خ) «نعجل».
[٤] في (خ) «حجري».
[٥] في (خ) «ليرد».
[٦] هذه الكلمة غير واضحة في (خ) والتكملة من المرجع السابق حديث رقم ٣٥٦٨.


الصفحة التالية
Icon