حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان قال : والله لقد أعطاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنه لأبغض الناس إليّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليّ [١].
ولأحمد بن حنبل رحمه الله، من حديث الزهري عن عمر بن محمد بن جبير ابن مطعم قال : حدثني محمد بن جبير قال : أخبرني جبير بن مطعم قال : سار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعه الناس مقفلة من حنين، فعلقه الأعراب فساء لونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه، فوقف وقال : ردوا على ردائي، أتخشون عليّ البخل : فلو كان عدد هذه العضاة نعما لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا [٢]. (أخرجه البخاري وانفرد بإخراجه).
وخرّج الإمام أحمد من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال عمر : يا رسول الله : لقد سمعت فلانا وفلانا يحسنان الثناء، يذكران أنك أعطيتهما دينارا، ثم قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : والله لكن فلانا ما هو كذلك، لقد أعطيته من عشرة إلى مائة، فما يقول ذلك، أما والله إن أحدكم ليخرج مسألته من عندي يتأبطها (يعني حتى تكون تحت إبطه يعني نارا)، قال : قال عمر :
يا رسول الله! تعطيها إياهم ؟ قال : فما أصنع يا عمر إلا ذاك ؟ ويأبى الله لي البخل!! وقال عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة : أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل على بلال وعنده صبر من تمر، فقال : ما هذا يا بلال ؟ قال : أدّخره يا رسول الله، قال : أما تخشى أن يكون له بخار في النار ؟ أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا [٣]. وخرّج الترمذي من حديث هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فسأله أن يعطيه،
[١] المرجع السابق ص ٧٣.
[٢] في (الكامل لابن الأثير) ج ٢ ص ٢٦٩ «و لما فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من رد سبايا هوازن ركب واتبعه الناس يقولون : يا رسول الله اقسم علينا فيئا، حتى ألقوه إلى الشجرة، فاختطف رداؤه، فقال :
ردّوا عليّ ردائي أيها الناس، فو الله لو كان لي عدة شجر تهامة نعم لقسمتها عليكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا».
[٣] (البداية والنهاية) ج ٦ ص ٥٤ ولفظه :«أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل على بلال فوجد عنده صبرا...».