على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سبعون ألف درهم - هو أكثر مال أتى به - فوضع على حصير ثم قام فقسمه، فما رد سائلا حتى فرغ منه.
وقال الواقدي في حجة الوداع [١] : ثم راح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الروحاء [٢]، فصلّى العصر بالمنصرف [٣] ثم صلّى المغرب والعشاء وتعشى به [٤]، وصلّى الصبح بالأثاية [٥]، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج [٦]، فحدثني أبو حمزة عبد الواحد ابن مصون [٧] عن عروة بن الزبير، عن أسماء بنت بي بكر رضي الله عنها قالت : كان أبو بكر رضي الله عنه قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة : إن عندي بعيرا محمل عليه زادنا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذاك إذا قالت : فكانت زاملة رسول الله وأبي بكر واحدة، فأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بزاد، دقيق وسويق، فجعلا على بعير أبي بكر، فكان غلامه يركب عليه عقبة، فلما كان بالأثاية [٨] عرّس الغلام وأناخ بعيره، فغلبته عيناه، فقام البعير يجر خطامه آخذا في الشعب، وقام الغلام فلزم الطريق يظن أنه سلكها وهو ينشده فلا يسمع له بذكر، ونزل رسول الله في أبيات بالعرج، فجاء الغلام مظهرا، فقال أبو بكر : أين بعيرك ؟ قال : ضل مني، قال : ويحك! لو لم يكن إلا أنا لهان الأمر، ولكن رسول الله وأهله، فلم يلبث [٩] أن طلع به صفوان بن المعطل - وكان صفوان على ساقة الناس - وأناخه على باب منزل النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال لأبي بكر : انظر هل تفقد شيئا من متاعك ؟ فنظر، فقال. ما نفقد شيئا إلا قعبا كنا نشرب به، فقال الغلام : هذا القعب معي، فقال أبو بكر رضي الله عنه أدي الله عنك الأمانة.
حدثني يعقوب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عيسى بن معمر،

_
[١] (المغازي للواقدي) ج ٣ ص ١٠٩٣.
[٢] الرّوحاء : من الفرع على نحو أربعين يوما، (معجم البلدان) ج ٣ ص ٧٦.
[٣] المنصرف : موضع بين مكة وبدر بينهما أربعة برد (معجم البلدان) ج ٥ ص ٧٦.
[٤] في (خ) «ثم صلّى المغرب والعشاء بالمتعشى وتمشى به» وما أثبتناه رواية (الواقدي).
[٥] الأثاية : موضع في طريق الجحفة بينه وبين المدينة خمسة وعشرون فرسخا (معجم البلدان) ج ١ ص ٩٠.
[٦] العرج : قرية جامعة في واد من نواحي الطائف (معجم البلدان) ج ٤ ص ٩٢.
[٧] في (خ) «بن ميمون» وما أثبتناه من (الواقدي) ج ٣ ص ١٠٩٣.
[٨] في (خ) «الأثابة» في المواضع كلها، والتصويب من (معجم البلدان) و(المغازي).
[٩] في (خ) «فلم ينشب». وما أثبتناه من (المغازي).


الصفحة التالية
Icon