القصة، قالت [١] فيه : قال :- يعني النبي صلّى الله عليه وسلّم - أيها الناس، أما والله ما بتّ ليلتي هذه بحمد الله غافلا، ولا خفي علي مكانكم. وللبخاريّ من حديث يحي بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة قالت : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّى من الليل في حجرته - وجدار الحجرة قصير - فرأى الناس شخص النبي صلّى الله عليه وسلّم فقام ناس يصلون بصلاته، فأصبحوا فتحدثوا بذلك، فقام الليلة الثانية، فقام معه أناس يصلون بصلاته، صنعوا ذلك ليلتين أو ثلاثا حتى إذا كان بعد ذلك، جلس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلم يخرج، فلما أصبح ذكر ذلك الناس فقال : إني خشيت أن تكتب عليكم صلاة الليل، ذكره في باب إذا كان بين الإمام وبين القوم حائط أو سترة. وخرّج الإمام أحمد من حديث معمر عن الزهري، عن عروة عن عائشة قالت : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يترك العمل وهو يحب أن يعمله كراهية أن يستن الناس به فيفرض عليهم، وكان يحب ما خفف من الفرائض.
وخرّج مسلم من حديث حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال : قال رجل للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : أين أبي ؟ قال : في النار! فلما رأى ما في وجهه قال : إن أبي وأباك في النار. انفرد بإخراجه مسلم [٢].
وخرّج الإمام أحمد من حديث يزيد بن هارون قال : حدثنا سليم بن عامر عن أبي أمامة قال : إن فتى شابا أتى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا رسول الله، ائذن لي بالزنا! فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا : مه مه، فقال : أدنه، فدنا منه قريبا، قال : فجلس، قال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله، جعلني الله فداك، قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال : أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله، يا رسول الله جعلني الله فداك، قال ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال : أفتحبه لأختك ؟ قال : لا والله، جعلني الله فداك، قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال : أفتحبه لعمتك ؟ قال :
لا والله، جعلني الله فداك، قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال أفتحبه لخالتك ؟
[ ()] وفيه إبطال من زعم أنها محدثة (معالم السنن) ج ٢ ص ١٠٤ (هامش).
[١] في (خ) «و قال» وما أثبتناه من (سنن أبي داود).
[٢] الحديث أخرجه مسلم في الإيمان بلفظ «فلما قفا الرجل دعاه فقال :«إن أبي وأباك في النار»، قفا :
ولي قفاه منصرفا (صفة الصفوة) ج ١ ص ١٧٢ باب ذكر حلمه وصفحه صلّى الله عليه وسلّم.