قال : لا والله جعلني الله فداك، قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال : فوضع يده عليه وقال : اللَّهمّ اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء [١]. وخرّج مسلم من حديث ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر ابن سوادة حدثه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم تلى قول الله عز وجل : إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً من النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ١٤ : ٣٦ وقال عيسى عليه السلام : إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٥ : ١١٨ فرفع يديه ثم قال : اللَّهمّ أمتى أمتى، وبكى، فقال الله عز وجل : يا جبريل، اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيك، فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره بما قال الله تعالى : فقال الله تعالى : يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسؤك. وخرّج البخاري من حديث همام، حدثنا إسحاق بن أبي طلحة عن أنس، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم رأى أعرابيا يبول في المسجد! فقال : دعوه، حتى إذا فرغ دعا بماء فصبه عليه. ترجم عليه، باب ترك النبي صلّى الله عليه وسلّم والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله. وخرّجه مسلم من حديث عكرمة بن عمار قال : حدثنا إسحاق بن أبي طلحة قال : حدثني أنس بن ملك - وهو عم إسحاق - قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مه مه! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لا تزرموه لا تزرموه [٢]، دعوه، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعاه فقال له : إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، وإنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن - أو كما قال رسول الله - قال : فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فصبّه عليه. وأخرجاه من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري أنه سمع أنس بن مالك يذكر أن أعرابيا قام إلى ناحية في المسجد فبال فيها، فصاح بن الناس، فقال رسول الله

_
[١] (مسند أحمد) ج ٥ ص ٢٥٦، ٢٥٧.
[٢] أزرمه : قطع عليه بوله (ترتيب القاموس) ج ٢ ص ٤٤٨.


الصفحة التالية
Icon