وفى قراءة عبدالله: "لا يدخلنها"، بغير أن، لأنّ التخافت قول، والقول حكاية، فإذا لم يظهر القول جازت "أن" وسقوطها، كما قال الله: ﴿يُوصِيكُمُ اللهُ فِى أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْن﴾ ولم يقل: أنّ للذّكر، ولو كان كان صوابا.
﴿ وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ ﴾
وقوله: ﴿وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ...﴾.
على جدٍّ وقدرة فى أنفسهم [/ب] والحرد أيضاً: القصد، كما يقول الرجل للرجل: قد أقبلت قِبلك، وقصدت قصدك، وحَرَدْتُ حَردك، وأَنشدنى بعضهم:
وجاء سيلٌ كان من أمر الله * يحرِد حَرْدَ الجنة المُغِلَّهْ
يريد: يقصد قصدها.
﴿ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ ﴾
وقوله: ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ...﴾.
يقول بعضهم لبعض: أنت الذى دللتنا، وأشرت علينا بما فعلنا. ويقول الآخر: بل أنت فعلت ذلك، فذلك تلاومهم.
﴿ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ﴾
وقوله: ﴿أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ...﴾.
القراء على رفع "بالغة" إلاّ الحسن، فإنه نصبها على مذهب المصدر، كقولك: حقاً، والبالغُ فى مذهب الحق يقال: جيِّد بالغ، كأنه قال: جيّد حقا قد بلغ حقيقة الجودة، وهو مذهب جيد وقرأه العوام، أن تكون البالغة من نعت الأيمان أحب إلىّ، كقولك ينتهى بكم إلى يوم القيامة أيمان علينا بأنَّ لكم ما تحكمون، فلما كانت اللام فى جواب إِنّ كسرتها، ويقال: أئن لكم ما تحكمون بالاستفهام، وهو على ذلك المعنى بمنزلة قوله: ﴿أئذا كُنا تراباً﴾ ﴿أئنا لَمَرْدُودُونَ فِى الْحافِرَة﴾.
﴿ سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ ﴾
وقوله: ﴿سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ...﴾.
يريد: كفيل، ويقال له: الحميل ؛ والقبيل، والصبير، والزعيم فى كلام العرب: الضامن والمتكلم عنهم، والقائم يأمرهم:


الصفحة التالية
Icon