أحد أحسن خلقا من رسول اللّه، ما دعاه أحد إلا قال لبيك فأنزل اللّه عليه هذه الآية وكان متحليا بأحمد الأخلاق وأرضى الأفعال وأكمل الآداب.
مطلب أخلاق الرسول صلّى اللّه عليه وسلم كيف لا وقد تأدب بتأديب اللّه عز وجل المبين بقوله الكريم (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) الآية ١٩٨ من الأعراف الآتية ولهذا فإنه كان متحليا بكثير من صفاته تعالى كالحلم والعفو والرأفة والرحمة والكرم والعلم وغيرها جاء في حديث مسلم وأبي داود والنسائي والإمام أحمد وغيرهم عن سعد بن هشام قال : قلت لعائشة يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول اللّه قالت ألست تقرأ القرآن ؟ قلت بلى.
قالت : فإن خلق نبي اللّه كان القرآن.
وفي رواية ابن المنذر وغيره عن أبي الدرداء أنه سألها عن خلقه صلّى اللّه عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه.
قال العارف باللّه المرصفي أرادت تخلقه بأخلاق اللّه لكنها لم تصرح تأدبا.
وروى البخاري ومسلم عن البراء قال كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل ولا بالقصير.
ورويا عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال ان رسول اللّه لم يكن فاحشا ولا متفحشا وكان يقول خياركم أحاسنكم أخلاقا.
ورويا عن أنس قال : خدمت النبي صلّى اللّه عليه وسلم عشر سنين واللّه ما قال لي أف قط ولا قال لشيء فعلته لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا زاد الترمذي وكان صلّى اللّه عليه وسلم من أحسن الناس خلقا وما مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول اللّه، ولا شمت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، وروى مسلم عن النواس بن سمعان قال : سألت رسول اللّه عن البر والإثم فقال : البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس.
ولقد قالوا الإثم خراز القلوب لأن الإنسان إذا فعل شيئا غير مشروع لا بد وأن يتردد ذلك في صدره المرة بعد الأخرى حتى يعرف ماهيته، فاذا منّ اللّه عليه رجع عما فعل واستغفر اللّه، وإذا أراد أن يستدرجه والعياذ باللّه سلط على قلبه الشيطان فحسنه له فطبع على قلبه.
حفظنا


الصفحة التالية
Icon