أخلصُوا وعرفَ الله منهُم الصدقَ أبدلَهُم جنةً يقالُ لها الحيوانُ فيها عنبٌ يحملُ البغلُ منهُ عُنقوداً وقالَ أبُو خالدٍ اليمانيُّ دخلتُ تلكَ الجنَّةَ فرأيتُ كلَّ عنقودٍ منهَا كالرجلِ الأسودِ القائمِ. وسُئِلَ قَتَادَةُ عن أصحابِ الجنَّةِ أهُم مِنْ أهلِ الجنَّةِ أم مِنْ أهلِ النارِ فقالَ : لقد كلفتني تعباً. وعنِ الحسنِ رحمَهُ الله تعالَى : قولُ أصحابِ الجنةِ إنَّا إلى ربِّنا راغبون لا أدرِي إيماناً كانَ ذلكَ منهُم أو على حدِّ ما يكونُ من المشركينَ إذا أصابتْهُم الشدةُ، فتوقفَ في أمرِهِم، والأكثرونَ على أنَّهُم تابُوا وأخلصُوا، حكاهُ القُشَيريٌّ.
﴿ كَذَلِكَ العذاب ﴾ جملةٌ منْ مبتدأٍ وخبرٍ مُقدمٍ لإفادةِ القصرِ، والألفُ واللامُ للعهدِ أي مثلُ الذي بلونَا بهِ أهلَ مكةَ وأصحابَ الجنةِ عذابُ الدنيَا. ﴿ وَلَعَذَابُ الأخرة أَكْبَرُ ﴾ أعظمُ وأشدُّ ﴿ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾ أنَّه أكبرُ لاحترَزُوا عمَّا يؤدِّيهِم إليهِ. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٩ صـ ﴾