وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
ثم أخبر تعالى :﴿ إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم ﴾،
فروي أنه لما نزلت هذه قالت قريش : إن كانت ثم جنات نعيم، فلنا فيها أكبر الحظ، فنزلت :﴿ أفنجعل المسلمين كالمجرمين ﴾، وهذا على جهة التوقيف والتوبيخ. وقوله تعالى :﴿ ما لكم ﴾ توبيخ آخر ابتداء وخبر جملة منحازة، وقوله تعالى :﴿ كيف تحكمون ﴾ جملة منحازة كذلك، و﴿ كيف ﴾ في موضع نصب ب ﴿ تحكمون ﴾، وقوله تعالى :﴿ أم ﴾ هي المقدرة ببل وألف الاستفهام، و: ﴿ كتاب ﴾ معناه : منزل من عند الله، وقوله تعالى :﴿ إن لكم فيه لما تخيرون ﴾. قال بعض المتأولين : هذا استئناف قول على معنى : إن كان لكم كتاب، فلكم فيه متخير، وقال آخرون :﴿ إن ﴾ معمولة ل ﴿ تدرسون ﴾، أي تدرسون في الكتاب إن لكم ما تختارون من النعيم، وكسرت الألف من ﴿ إن ﴾ لدخول اللام في الخبر، وهي في معنى :" أن " بفتح الألف. وقرأ طلحة والضحاك :" أن لكم " بفتح الألف. وقرأ الأعرج " أأن لكم فيه " على الاستفهام.