ويدل عليه :﴿ وَنُزِّلَ الملائكة تَنزِيلاً ﴾ وقوله تعالى :﴿ يامعشر الجن والإنس إِنِ استطعتم أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السماوات والأرض ﴾ [ الرحمن : ٣٣ ] على ما بيناه هناك.
والأرجاء النواحي والأقطار بلغة هذيل، واحدها رَجاً مقصور، وتثنيته رَجَوان ؛ مثل عَصاً وعَصَوان.
قال الشاعر :
فلا يُرْمَى بِيَ الرَّجَوَان أنّي...
أقلُّ القومِ مَن يُغْنِي مكانِي
ويقال ذلك لحرف البئر والقبر.
قوله تعالى :﴿ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ﴾ قال ابن عباس : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله.
وقال ابن زيد : هم ثمانية أملاك.
وعن الحسن : الله أعلم كم هم، ثمانية أم ثمانية آلاف.
وعن النبيّ ﷺ " أن حملة العرش اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله تعالى بأربعة آخرين فكانوا ثمانية " ذكره الثعلبيّ.
وخَرّجه الماورديّ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ :" يحمله اليوم أربعة وهم يوم القيامة ثمانية " وقال العباس بن عبد الملك : هم ثمانية أملاك على صورة الأوعال.
ورواه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وفي الحديث :
" إن لكل مَلَك منهم أربعة أوجه وجه رجل ووجه أسد ووجه ثَوْر ووجه نَسْر وكلّ وجه منها يسأل الله الرزق لذلك الجنس " ولما أنشد بين يدي النبيّ ﷺ قولُ أُميَّة بن أبي الصَّلْت :
رَجُلٌ وثَوْرٌ تحت رِجل يمينه...
والنَّسْرٌ للآخرى ولَيْثٌ مُرْصَدُ
والشمس تطلع كلّ آخر ليلةٍ...
حمراء يُصبح لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ
ليست بطالعة لهم في رِسْلِها...
إلاّ مُعَذّبةً وإلاّ تُجْلَدُ
قال النبيّ ﷺ :" صَدَق " في الخبر "أن فوق السماء السابعة ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء وفوق ظهورهن العرش".
ذكره القشيريّ وخرّجه الترمذيّ من حديث العباس بن عبد المطلب.