وقال ابن زنجلة :
٦٩ - سورة الحاقة
وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكت بالخاطئة ٩
قرأ أبو عمرو والكسائي وجاء فرعون ومن قبله بكسر القاف أي وتباعه المعنى جاء فرعون وأصحابه
وقرأ الباقون ومن قبله بفتح القاف أي من تقدمه أراد من الأمم الماضية قبله يؤمئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ١٨ د
قرأ حمزة والكسائي لا يخفى منك خافية بالياء وقرأ الباقون بالتاء لتانيث الخافية وسقط السؤال ومن قرأ بالياء فإنه يرده
إلى أمر خاف أي خفي يجوز أن يكون لما فصل بين اسم المؤنث وفعله بفاصل ذكر الفعل لأن الفاصل كان كالعوض و خافية تكون نعتا لمحذوف أي لا تخفى منكم على الله ولا تتوارى من الله نفس خافية كما قال جل وعز لا يخفى على الله منهم شيء فإن شئت جعلت التأنيث ل فعلة أي لا تخفى منكم فعلة خافية ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه ٢٨ و٢٩
قرأ حمزة ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه بحذف الهاء فيهما في الوصل وقرأ الباقون بإثبات الهاء في الوصل وأجمعوا على إثبات الهاء في الوقف
واعلم أن هذه الهاء أدخلت لتبين بها حركة ما قبلها في الوقف إذ المسكوت عليه ساكن فكرهوا أن يسكتوا على الياء فلا يفرق بينها وهي متحركة في الوصل وبينها وهي ساكنة في الوصل فبينوا حركتها بهذه الهاء لأن المسكوت عليه إذا كان متحركا في الوصل مسكن في الوقف وإذا كان ساكنا في الوصل ساكن في الوقف وإنما يصلح إثبات هاء الوقف في الفواصل لأنها مسكوت عليها على أن دخول الهاء أمارة إذا وصل القارئ الآية بالآية
وحجة من حذف الهاء في الإدراج فإنه يقول الهاء جلبتها لحفظ
حركة الياء في حال الوقف لأنه لو وقف على الياء المتحركة لكان الوقف بالسكون فكانت الياء تسكن لأجل الوقف فإذا لم يكن وقف لم يجب فيها السكون فلم يحتج إلى الهاء التي تحفظ حركتها الواجبة لها لأن الحال حال الإدراج الذي لا يقتضي السكون وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ٤١ و٤٢


الصفحة التالية
Icon