إِذَا بَلَّغْتِنِي وَحَمَلْتِ رَحْلِي...
عَرَابَةَ فَاشْرَقِي بِدَمِ الوَتينِ
وقال الزجاج : الوتين : عرق أبيض غليظ كأنه قصبة.
قوله تعالى :﴿ فما منكم من أحد عنه حاجزين ﴾ أي : ليس منكم أحد يحجزنا عنه، وإنما قال تعالى :﴿ حاجزين ﴾ لأن أحداً يقع على الجمع، كقوله تعالى :﴿ لا نُفَرِّق بين أحد من رسله ﴾ [ البقرة : ٢٨٥ ]، هذا قول الفراء، وأبي عبيدة، والزجاج.
ومعنى الكلام : أنه لا يتكلَّف الكذب لأجلكم مع علمه أنه لو تكلَّف ذلك لعاقبناه، ثم لم يقدر على دفع عقوبتنا عنه ﴿ وإنه ﴾ يعني : القرآن ﴿ لحسرة على الكافرين ﴾ في يوم القيامة.
يندمون إذ لم يؤمنوا به ﴿ وإِنه لحق اليقين ﴾ إضافة إلى نفسه لاختلاف اللفظين، كقوله تعالى :﴿ ولدار الآخرة ﴾ [ يوسف : ١٠٩ ].
وقال الزجاج : المعنى : وإنه لليقين حق اليقين، وقد شرحنا هذا المعنى، وما بعده في [ الواقعة : ٩٥، ٩٦ ]. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٨ صـ ٣٤٥ ـ ٣٥٦﴾