الرضاض : الحصباء الصغار، وقوله مثل هذه وأشار إلى مثل الجمجمة.
الجمجمة قدح من خشب وجمعه جماجم والجمجمة الرأس وهو أشرف الأعضاء وقال وهب لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقة منها وقوله تعالى :﴿ فاسلكوه ﴾ أي أدخلوه فيها قال ابن عباس تدخل في دبره وتخرج من منخره.
وقيل تدخل في فيه وتخرج من دبره ﴿ إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ﴾ أي لا يصدق بوحدانية الله وعظمته، ﴿ ولا يحض على طعام المسكين ﴾ أي ولا يحث نفسه على إطعام المسكين ولا يأمر أهله بذلك وفيه دليل على تعظيم الجرم في حرمان المساكين لأن الله تعالى عطفه على الكفر وجعله قرينه.
قال الحسن في هذه الآية أدركت أقواماً يعزمون على أهليهم أن لا يردوا سائلاً وعن بعضهم أنه كان يأمر أهله بكثير المرقة لأجل المساكين ويقول خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع النصف الثاني بالإطعام.
﴿ فليس له اليوم هاهنا حميم ﴾ أي ليس له في الآخرة قريب ينفعه أو يشفع له ﴿ ولا طعام إلا من غسلين ﴾ يعني صديد أهل النار مأخوذ من الغسل كأنه غسالة جروحهم وقروحهم وقيل هو شجر يأكله أهل النار ﴿ لا يأكله إلا الخاطئون ﴾ أي الكافرون.
قوله :﴿ فلا أقسم ﴾ قيل إن لا صلة والمعنى أقسم.
وقيل لا رد لكلام المشركين كأنه قال ليس الأمر كما يقول المشركون ثم قال تعالى أقسم وقيل لا هنا نافية للقسم على معنى أنه لا يحتاج إليه لوضوح الحق فيه كأنه قال لا أقسم على أن القرآن قول رسول كريم فكأنه لوضوحه استغنى عن القسم.
وقوله ﴿ بما تبصرون وما لا تبصرون ﴾ يعني بما ترون وتشاهدون وبما لا ترون وما لا تشاهدون أقسم بالأشياء كلها فيدخل فيه جميع المكونات والموجودات، وقيل أقسم بالدنيا والآخرة.
وقيل بما تبصرون يعني على ظهر الأرض وما لا تبصرون أي ما في بطنها.
وقيل بما تبصرون يعني الأجسام وما لا تبصرون يعني الأرواح.
وقيل بما تبصرون يعني الإنس وما لا تبصرون يعني الملائكة والجن.