هي القيامة ووزنها فاعلة وسميت الحاقة لأنها تحق، أي يصح وجودها، ولا ريب في وقوعها ولأنها حقت لكل أحد جزاء عمله، أو لأنها تبدئ حقائق الأمور ﴿ مَا الحآقة ﴾ ما استفهامية يراد بها التعظيم، وهي مبتدأ وخبرها ما بعده والجملة خبر الحاقة، وكان الأصل الحاقة ما هي، ثم وضع الظاهر موضع المضمر زيادة في التعظيم والتهويل، وكذلك، ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الحاقة ﴾ لفظه استفهام والمراد به التعظيم والتهويل ﴿ بالقارعة ﴾ هي القيامة سميت بذلك ؛ لأنها تقرع القلوب بأهوالها ﴿ بالطاغية ﴾ يعني الصيحة التي أخذت ثمود، وسميت بذلك لأنها جاوزت الحدّ في الشدة، وقيل : الطاغية مصدر فكأنه قال : أهلكوا بطغيانهم، فهو كقوله : كذبت ثمود بطغواها، وقيل : هي صفة لمحذوف تقديره أهلكوا بسبب الفعلة الطاغية، أو الفئة الطاغية والباء، على هذين القولين سببية، وعلى القول الأول كقولك : قتلت زيداً بالسيف ﴿ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴾ ذكر في [ فصلت : ١٦ ]، وعاتية أي شديدة. وسميت بذلك لأنها عتت على عاد، وقيل : عتت على خزانها، فخرجت بغير إذنهم ﴿ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ ﴾ رُوي أنا بدت صبيحة يوم الأربعاء لثمان بقيت من شوال، وتمادت بهم إلى آخر يوم الأربعاء تكلمة الشهر ﴿ حُسُوماً ﴾ قال ابن عباس : معناه كاملة متتابعة لم يتخللها غير ذلك، وقيل : معناه شؤماً، وقيل : هو جمع حاسم من الحسم. وهو القطع أي قطعتهم بالإهلاك، فحسوماً على القول الأول والثاني مصدر في موضع الحال، وعلى الثالث حال أو مفعول من أجله ﴿ فَتَرَى القوم فِيهَا صرعى ﴾ جمع صريع وهو المطروح، والضمير المجرور يعود على منازلهم، لأن المعنى يقتضيها وإن لم يتقدم ذكرها، أو على الأيام والليالي، أو على الريح ﴿ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴾ تقدم في القمر معنى تشبيههم بأعجاز النخل، والخاوية هي التي خلت من طول بلائها وفسادها { مِّن


الصفحة التالية
Icon